أسباب الرزق في القرآن - مدارات الفكر والأدب

 

:: إعْلَاَنَاتُ مُنتـدى مدارات الفكـــر والأدب ::  
نبضـات مبدعي منتدى مدارات الفكر والأدب

مدارات الفكر والادب
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 137,598منتدى اكاديمية تباريح الضاد
عدد مرات النقر : 10
عدد  مرات الظهور : 137,610
"بكـم يزداد هذا موقعنــا نــورًا وجمــالًا، أنتم كالشــمعة التي تضــيء الدروب، والأخــلاق الفاضــلة التي تزين النفوس. إننا فخــورون بكم وبانتمائكــم إلينا، وواثقــون من أنكم ستكونون دائمًا خير ســفراء لهذا الموقـــع" إدارة الموقــــع

"مدارات الفكر والأدب، ومبتدأ وأنتم خبرهاـ سفينة تسير بخطى ثابتة نحو آفاق المعرفة، أنتم ربانها الحكيم وقائدها الملهم، تعملون معًا لبناء مستقبل مشرق" مرحــبا بكم مليــــون



  -==(( مميـــــزي مــدارات الفكــر والأدب))==-

أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات أغاريد
اللقب
المشاركات 1563
النقاط 1020
بيانات admin
اللقب
المشاركات 55
النقاط 10

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-08-2024, 03:00 PM
المختار غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : Oct 2024
 فترة الأقامة : 5 يوم
 أخر زيارة : 10-09-2024 (12:21 PM)
 المشاركات : 13 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : المختار is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 16
تم شكره 15 مرة في 10 مشاركة
Icon235 أسباب الرزق في القرآن



أسباب الرزق في القرآن

يقول الله عز وجل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أما بعد أيها المؤمنون:

فإن موضوع الرزق من أهم المواضيع التي تُهِمُّ الإنسان، وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أسبابًا عديدة لجلب الرزق والبركة في الحياة؛ نذكر منها:

السبب الأول من أسباب الرزق التي ذكرها القرآن: هو التقوى؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، إن تقوى الله تعني الخوف منه، وترك ما نهى عنه، والالتزام بما أمر به، فهي مفتاح للحصول على الرزق، فمن يَتَّقِ الله ويَخَفْهُ ويتجنَّبْ معاصيه، يَفْتَحِ الله له أبوابًا للخروج من الضيق والمشاكل، ويرزقْهُ من طُرُقٍ لم يكن يتوقعها، أو يحسب لها حسابًا.

والسبب الثاني: هو أداء الصلاة؛ إنها من أهم أركان الإسلام، ولا بد لكل مسلم أن يقوم بها؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، الصلاة هي الوسيلة التي تربط الإنسان بربِّه، وتجعله في حالة من الصفاء الروحي، والاطمئنان القلبي، وهي من أسباب جلب الرزق في الدنيا والآخرة، فعندما يحافظ المسلم على أداء الصلاة في أوقاتها، فإن ذلك يجلب له البركة في رزقه، ويزيد من طمأنينته وسعادته؛ لذا على المسلم أن يكون حريصًا على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة، وأن يعِيَ أهمية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام في حياته اليومية؛ لِما له من تأثير إيجابي على كافة جوانب حياته.

السبب الثالث: هو الاستغفار، وهو وسيلة عظيمة لجلب الرزق، وزيادة البركة، كما أكده القرآن الكريم؛ فقد ذكر الإمام القرطبي في تفسيره، عن ابن صبيح قصةً تُظهر أهمية الاستغفار؛ حيث قال: "شكا رجلٌ إلى الحسن الجدوبةَ، فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقرَ، فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادعُ الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفافَ بستانه، فقال له: استغفر الله، فقلنا له في ذلك، فقال: ما قلت من عندي شيئًا؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]"، بهذا يتضح أن الاستغفار ليس فقط وسيلة لمغفرة الذنوب، بل هو أيضًا سببٌ لجلب الرزق، وتحقيق النعم المختلفة في الحياة.

السبب الرابع لجلب الرزق: هو الإنفاق، الإنفاق في سبيل الله من أهم الأسباب التي تجلب الرزق والبركة للإنسان، فالإنفاق يعتبر وسيلة لتوسيع الرزق وزيادته بفضل الله؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: ((قال الله عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِق عليك))؛ [رواه البخاري]، وهذا يعني أن الله تعالى يأمر بالإنفاق، ووعد بأن ينفق على الشخص الذي ينفق في سبيله؛ الله تعالى يؤكد هذا الأمر في القرآن الكريم بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، هذه الآية توضح أن الله هو المتصرف في الرزق، يوسعه لمن يشاء، ويُضيِّقه لمن يشاء، وأن أيَّ مال ينفقه الإنسان في سبيل الله، فإن الله يعيده إليه، ويُعوِّضه عنه، والله هو أفضل من يرزق.

السبب الخامس: هو التوكل على الله عز وجل؛ يعني أن يعتمد الإنسان على الله بشكل كامل، ويثق به في جميع أمور حياته، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، هذا التوكل لا يعني أن يجلس الإنسان دون عمل أو سعيٍ، بل يعني أن يقوم بما عليه من واجباتٍ، ويبذل ما في وُسْعِهِ، ثم يترك النتائج بيد الله، ويَثِق بأن الله سيعطيه ما هو خير له؛ أوضح لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية التوكل في حديثه الشريف: ((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّلِهِ، لَرَزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خِماصًا، وتَرُوح بِطانًا))؛ [رواه ابن حبان]، في هذا الحديث يُشبِّه النبي صلى الله عليه وسلم التوكل الصحيح بالتوكل الذي تقوم به الطيور؛ حيث تخرج في الصباح بحثًا عن طعامها وهي جائعة، وتعود في المساء وقد امتلأت بطونها، الطيور لا تعرف من أين سيأتي رزقها، لكنها تثق بأن الله سيوفر لها ما تحتاجه؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾ [الطلاق: 3]، هذه الآية تؤكد أن من يعتمد على الله ويثق به، فإن الله سيكون كافيًا له، وسيحقق له كل ما يحتاجه؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقدر على كل شيء، ويعلم ما هو خير لعباده.

وأخيرًا، السبب السادس: هو بذل الأسباب للحصول على الرزق الذي كتبه الله للإنسان في الدنيا، الإسلام لا يحب التواكل من المسلمين، يجب على الإنسان أن يبذل الأسباب المشروعة في السعي وراء الرزق، وأن يعتمد على الله في تحقيق النتائج؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25]، بذل الأسباب يعني أن يقوم الإنسان بالعمل والاجتهاد، والسعي لتحقيق الأهداف والرزق، مع الثقة التامة بأن الله هو الرزاق، هذا يتضمن التعليم، والتدريب، والبحث عن الفرص، والعمل بجدٍّ واجتهاد، والاعتماد على الله في نفس الوقت لتحقيق النتائج المرجوة؛ لذا الإسلام يدعو المسلمين إلى الجمع بين بذل الأسباب والتوكل على الله؛ لأن الله هو الذي يُيَسِّر الأمور، ويبارك في الجهود المبذولة.

اللهم اجعلنا من المتقين، وأعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الموضوع الأصلي: أسباب الرزق في القرآن || الكاتب: المختار || المصدر: مدارات الفكر والأدب

كلمات البحث

الحقوق محفوظة لمنتدى مدارات الفكر والأدب






رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ المختار على المشاركة المفيدة:
 (10-09-2024),  (10-09-2024)
قديم 10-09-2024, 01:05 PM   #2


الصورة الرمزية احمد حماد
احمد حماد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Oct 2024
 أخر زيارة : اليوم (09:25 PM)
 المشاركات : 567 [ + ]
 التقييم :  580
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 75
تم شكره 46 مرة في 39 مشاركة
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المختار مشاهدة المشاركة
أسباب الرزق في القرآن

يقول الله عز وجل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أما بعد أيها المؤمنون:

فإن موضوع الرزق من أهم المواضيع التي تُهِمُّ الإنسان، وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أسبابًا عديدة لجلب الرزق والبركة في الحياة؛ نذكر منها:

السبب الأول من أسباب الرزق التي ذكرها القرآن: هو التقوى؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، إن تقوى الله تعني الخوف منه، وترك ما نهى عنه، والالتزام بما أمر به، فهي مفتاح للحصول على الرزق، فمن يَتَّقِ الله ويَخَفْهُ ويتجنَّبْ معاصيه، يَفْتَحِ الله له أبوابًا للخروج من الضيق والمشاكل، ويرزقْهُ من طُرُقٍ لم يكن يتوقعها، أو يحسب لها حسابًا.

والسبب الثاني: هو أداء الصلاة؛ إنها من أهم أركان الإسلام، ولا بد لكل مسلم أن يقوم بها؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، الصلاة هي الوسيلة التي تربط الإنسان بربِّه، وتجعله في حالة من الصفاء الروحي، والاطمئنان القلبي، وهي من أسباب جلب الرزق في الدنيا والآخرة، فعندما يحافظ المسلم على أداء الصلاة في أوقاتها، فإن ذلك يجلب له البركة في رزقه، ويزيد من طمأنينته وسعادته؛ لذا على المسلم أن يكون حريصًا على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة، وأن يعِيَ أهمية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام في حياته اليومية؛ لِما له من تأثير إيجابي على كافة جوانب حياته.

السبب الثالث: هو الاستغفار، وهو وسيلة عظيمة لجلب الرزق، وزيادة البركة، كما أكده القرآن الكريم؛ فقد ذكر الإمام القرطبي في تفسيره، عن ابن صبيح قصةً تُظهر أهمية الاستغفار؛ حيث قال: "شكا رجلٌ إلى الحسن الجدوبةَ، فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقرَ، فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادعُ الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفافَ بستانه، فقال له: استغفر الله، فقلنا له في ذلك، فقال: ما قلت من عندي شيئًا؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]"، بهذا يتضح أن الاستغفار ليس فقط وسيلة لمغفرة الذنوب، بل هو أيضًا سببٌ لجلب الرزق، وتحقيق النعم المختلفة في الحياة.

السبب الرابع لجلب الرزق: هو الإنفاق، الإنفاق في سبيل الله من أهم الأسباب التي تجلب الرزق والبركة للإنسان، فالإنفاق يعتبر وسيلة لتوسيع الرزق وزيادته بفضل الله؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: ((قال الله عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِق عليك))؛ [رواه البخاري]، وهذا يعني أن الله تعالى يأمر بالإنفاق، ووعد بأن ينفق على الشخص الذي ينفق في سبيله؛ الله تعالى يؤكد هذا الأمر في القرآن الكريم بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، هذه الآية توضح أن الله هو المتصرف في الرزق، يوسعه لمن يشاء، ويُضيِّقه لمن يشاء، وأن أيَّ مال ينفقه الإنسان في سبيل الله، فإن الله يعيده إليه، ويُعوِّضه عنه، والله هو أفضل من يرزق.

السبب الخامس: هو التوكل على الله عز وجل؛ يعني أن يعتمد الإنسان على الله بشكل كامل، ويثق به في جميع أمور حياته، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، هذا التوكل لا يعني أن يجلس الإنسان دون عمل أو سعيٍ، بل يعني أن يقوم بما عليه من واجباتٍ، ويبذل ما في وُسْعِهِ، ثم يترك النتائج بيد الله، ويَثِق بأن الله سيعطيه ما هو خير له؛ أوضح لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية التوكل في حديثه الشريف: ((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّلِهِ، لَرَزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خِماصًا، وتَرُوح بِطانًا))؛ [رواه ابن حبان]، في هذا الحديث يُشبِّه النبي صلى الله عليه وسلم التوكل الصحيح بالتوكل الذي تقوم به الطيور؛ حيث تخرج في الصباح بحثًا عن طعامها وهي جائعة، وتعود في المساء وقد امتلأت بطونها، الطيور لا تعرف من أين سيأتي رزقها، لكنها تثق بأن الله سيوفر لها ما تحتاجه؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾ [الطلاق: 3]، هذه الآية تؤكد أن من يعتمد على الله ويثق به، فإن الله سيكون كافيًا له، وسيحقق له كل ما يحتاجه؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقدر على كل شيء، ويعلم ما هو خير لعباده.

وأخيرًا، السبب السادس: هو بذل الأسباب للحصول على الرزق الذي كتبه الله للإنسان في الدنيا، الإسلام لا يحب التواكل من المسلمين، يجب على الإنسان أن يبذل الأسباب المشروعة في السعي وراء الرزق، وأن يعتمد على الله في تحقيق النتائج؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25]، بذل الأسباب يعني أن يقوم الإنسان بالعمل والاجتهاد، والسعي لتحقيق الأهداف والرزق، مع الثقة التامة بأن الله هو الرزاق، هذا يتضمن التعليم، والتدريب، والبحث عن الفرص، والعمل بجدٍّ واجتهاد، والاعتماد على الله في نفس الوقت لتحقيق النتائج المرجوة؛ لذا الإسلام يدعو المسلمين إلى الجمع بين بذل الأسباب والتوكل على الله؛ لأن الله هو الذي يُيَسِّر الأمور، ويبارك في الجهود المبذولة.

اللهم اجعلنا من المتقين، وأعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2024, 03:28 PM   #3


الصورة الرمزية سميرة
سميرة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 13
 تاريخ التسجيل :  Oct 2024
 أخر زيارة : 10-11-2024 (12:32 PM)
 المشاركات : 522 [ + ]
 التقييم :  510
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 28
تم شكره 5 مرة في 3 مشاركة
افتراضي



جزاكم الله كل خير على هذا الجهد الرائع
وننتظر منكم المزيد من هذه المساهمات الجيدة والنافعة
بارك الله فيكم وفي جهودكم الطيبة
وأسأل الله لي ولكم الأجر والثواب.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسباب, الرزق, القرآن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 PM

أقسام المنتدى

【【【مـــدارات الديـن والثقافـة الاجتماعيـة】】】 @ الزوايـا الدينيــة والاجتماعيـــة @ السعة في كل مكان، والرحابة ترحب بكم، أهلاً ومرحبًا بقدومكم. @ الصحة والجمال، وزهرة الوجود @ فوق مستوى الدهشة وأوقات السعادة، (فعاليات) @ 【【【مــدرارت الأدبيـــــــــــة والفكريـــــــــــــة 】】】 @ مـدارات، زبرجــد الكلام، لـؤلـؤ البيــان @ ديـوانية الشعر النبطـــي والمحكـــي @ حصـــاد الغــــلال @ رسـائل فكريـة وتفاعـلات لامعـة @ مقــالات من نـور الفكــر @ المدينة الوردية للروايات والقصص @ همســـات النفــــــوس @ مشاعر مختلطة @ مكتبـة مـدارارت الأدبيـة ونبـراس العلـم @ بيــــادر مــــــداراتيــــة @ 【【【مــدارارت المواضـيع العـــامة والمنقولــة】】】 @ مقهــى مــدارات الفكــر والأدب @ أغصــان وارفـــة الظـــلال @ رونــق الحـرف والرســـم والمونتاج @ إليكــم نعــلن الوفـــاء @ 【【【دوائـــــــــــر التألـــــــــــــــــــــق】】】 @ نهضــــــة إبداعيــة وفكـــر مبتكــــر @ فضاءات التقنية للجوال والحاسوب وتطوير المنتديات @ آفــاق اداريــــة @ ركــن تنسـيق المحتـوى @ الزكــــــــن الهــــــــــــــــــــــــادئ @ الومضـات الحكائيــة القصــــيرة، ((ق.ق.ج)) @ تلألـؤ شـعري، ومضـة فنيـة، وهايكــو @ تحـــت ظـــــل النبـــــض @ وهـــــــــج القوافــــــي @ ســـرادق للدعــــاء والمواســــاة @ 【【【 ركــــــن خــــــاص لكتابـــــات احمـــد حمــــــاد】】】 @ خواطــــــــــــــــــــري @ قصــــــائدي النثريــــة @ الركــن الخـــاص بحــــروف احمـــد حمـــاد @



 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education