أجلس كالتائه على شاطئ البحر
تقذف الأمواج سمكة على الرمال
ترتعش السمكة
تتخبط
تزداد ارتعاشتها
أجد نفسي بين التوهان والشرود ،
وبين محاولة يائسة للتفكير الجاد
يقودني اليأس نحو التساؤل الذي قد يكون غريبا أو غبياً ،
أو فلسفياً
لاأدري كيف أصنف هذا التساؤل ؟
لماذا ترتعش السمكة ؟
هل أحست ببرودة الهواء فارتعشت برداً؟
هل شاهدت شرودي ويأسي فارتعشت خوفاً؟
هل فرحت كونها تعيش تجربة جديدة خارج الماء فارتعشت فرحاً؟
هل سمعت دقات قلبي فرقصت طربا ؟
اقتربت نحو السمكة وشنفت أذناي لعلي أسمع صوت السمكة
تحاول قول شيئاً يرضي فضولي ويجيب على تساؤلاتي .
تراجعت بسرعة ،
بعد أن أيقنت بأني لن أستطيع فهم ماتقوله السمكة .
وجدت نفسي أمام مسئولية
إما أن أتعلم لغة السمك
أو أن أعلم السمكة لغتي .
أنا أمام خياران أسهلهما مستحيل
قررت أن أتخلى عن تلك المسئولية
فهذا الموقف لم يكن أول المواقف المحيرة في حياتي
فحياتي في غالبها :
حيرة – حزن – ألم – شرود- يأس